28‏/06‏/2016

لماذا لا تنقل شجاعتك من الخارج إلىَ الداخل؟

 
س. لماذا تهاجم بلدك من الخارج؟
ج. أنا أنتقد الرئيس . اي الموظف الكبير جدا الذي تم تفويضه من الشعب.
...
س. لماذا لا تأتي هنا وتهاجم بلدك؟
ج. أنا لا أهاجم بلدي، أنا أنتقد سياسة زعيم أو قائد أو رئيس، ونحن سبعة ملايين مصري خارج مصر، فهل المطلوب من كل واحد منا أن يحجز تذكرة عودة كلما أراد أن يبدي رأيه؟
س. ولكننا هنا في الداخل ننتقد، ونهاجم، ونعرف أفضل مما تعرفون، وأنتم بعيدون عن الواقع.
ج. هل هذا ينسحب على انتقادي للسادات، ثم لمبارك، ثم للمشير طنطاوي، ثم لمحمد مرسي أم أن الانتقاد حلال من الخارج في عهود وحرام في أزمنة أخرى؟
س. المصريون في الخارج يتأثرون بالغرب، ولا يرون الصورة بوضوح.
ج. والمصريون في الداخل يترنحون ما بين هراوة السلطة و .. العادة التي تخمد الغضب على الظلم.
س. نحن الآن في عصر حماية مصر من المصير السوري/الليبي/العراقي، فهذا فضل للرئيس لا ننكره!
ج. والمصريون في الداخل هم الذين صمتوا ثلاثين عاما ومبارك ورجاله يفرغون جيوبهم، وسكتوا على المشير، وأوصلوا المرشد وتابعه مرسي وعصابة الاخوان إلى السلطة! أليس كذلك؟
س. لكننا نرتاب في حبكم لبلدكم الأم!
ج. ونحن نخاف من مبالغاتكم بأنكم تحبونها، لذا وصل إلى القصر في عهود متفرقة كل أنواع الطغاة.
س. انتم تصيحون وتنتقدون لأنكم بعيدون عن أعين السلطة والشرطة وزائر الفجر، وهذه ليست شجاعة.
ج. بل هي حجة لنا وليست علينا، ولو كانت قائمة المترقبين للوصول خالية من المعارضين، لكنا معكم في كل مظاهرة أو اعتصام.
س. أنتم تفهمون الأوضاع هنا من خلال إعلام غربي مغرض.
ج. وأنتم تفهمونه من خلال إعلام قرداتي راقص، أو جبان أو وصولي.
س. لماذا لا تتركوننا في حالنا، فأنتم هاجرتم وهجرتم، سافرتم وصافرتم، تغربتم وغربتم، طرتم وتطيرتم؟
ج. إذا اهتممنا ببلدنا الأم قلتم بأننا أصبحنا غرباء، وإذا أدرنا ظهورنا لكم اتهمتمونا بأننا أصبحنا ناكري الجميل.
س. لماذا لا تقفون مع الرئيس السيسي في هذه المرحلة العصيبة؟
ج. وقفنا لأكثر من عامين، والسؤال ينبغي أن يوجه إليه: لماذا لا يقف مع المصريين، حتى لو غض الطرف عن مصريي الخارج، فمصريو الداخل أمانة في عنقه.
س. أنتَ تعيش حياة رفاهية في الخارج، فلا مصداقية لحبك لبلدك!
ج. هل تريد أن نستبدل مواقعنا؟ أن تعيش أنت في الخارج ويضعون اسمك في كشوف المترقب وصولهم، ويتم حرمانك من أهلك ووطنك ومن تقبيل يد أمك ورأس أبيك، أو زيارة قبريهما، وأنا أعيش حياتك شريطة أن لا تتدخل أنت أو مصريو الخارج في شؤون مصر؟

أوسلو في 28 يونيو 2016

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...