28‏/06‏/2016

سيدتي الجميلة و .. سيد القصر!

 
سيدتي الجميلة،
أصدر سيد القصر قرارا بترحيلكِ فورا عن البلاد بتهمة حُب مصر، وهي تهمة لا تهاون فيها، تماما كما وضع خلف القضبان شبابَ ثورة يناير بنفس التهمة .. حُب مصر.
...
سيدتي الجميلة،
سيد القصر لا يريد أمثالك وأشباهك من المحترفات العاشقات للمهنة والخبر والمصداقية، فلو كنتِ انتهجتِ خطّ أماني الخياط ولميس الحديدي ورانيا محمود ياسين وأيتن الموجي لأسقاكِ الرئيس من تحتك و.. من فوقك.
الرئيس قال: لا تسمعوا لأحد غيري، وأنتِ تحاولين إيجاد طريق لآذان المصريين وعيونهم وقلوبهم وعقولهم، لذا فقد كانت العقوبة بحجم الجريمة: ترحيل فوري من أرض الكنانة دون السماح لكِ بوقت تلتقطين فيه الأنفاسَ وتعانقين ابنتك وتصحبين أغراضــَــكِ.
سيدتي الجميلة،
لقد صدّقنا نحن أيضا أننا نوُرُ عينيه، فإذا هما عينان لا تــُـبصران العُشاقَ عن قــُـرب، وتبحلقان في الجزيرتين عن بُعدٍ خشية أنْ تعود الجزيرتان سباحة في البحر الأحمر للارتماء في أحضان المصريين!
سيدتي الجميلة،
لن أعتذر لكِ، فأكثر أصدقائي وأحبابي الشجعان سيحجمون عن تأييدي أو التعاطف معكِ أو حتى توجيه عتاب خفيف للرئيس، فمبارك يُطــل من الشرفة الكبيرة، وطنطاوي من النافذة.
أعــِـدُك أننا سننساكِ كما نسينا إسلام بحيري وفاطمة ناعوت وأولادَ الشوارع وسيدةَ الصعيد وكشوفَ العذرية و.. شهداء يناير.
لا تُصدّقينا فنحن خائفون، وجبناء، وننتظر حلولاً من السماء.
لكننا سنُصلّي من أجلك في غرفة مُحكمة الإغلاق، لا تخرج منها همسةٌ لئلا تلتقطها عيونُ القصر والصقر و.. الرقص!
عن ليليــان داود أتحدث!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 28 يونيو 2016

ليست هناك تعليقات:

لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة!

  لهذا لم أعُدْ أحب حِجابَ المرأة! كنتُ فرحا به منذ نصف قرن؛ فقد كان جزءًا من الحرية الفردية للمرأة، فلا تغطي شعرَها إلا واحد بالمئة من نساء...